الرئيسية![KmoS]99]](https://2img.net/u/1212/80/67/25/avatars/2-23.jpg)
أرسلوني لمحاربة المسلمين.. ثم أصبحت واحدا منهم"
انبهارا بثبات المسلمين.. جندي مارينز سابق يعلن إسلامه
رسالة الإسلام - مي عباس
"أرسلوني إلى الأراضي البعيدة لمحاربة المسلمين.. ثم أصبحت واحدا منهم".. بهذه العبارة لخص جندي المارينز "مايك" قصة هدايته ودخوله إلى الإسلام.
فقد طالعتنا شبكة المحاربون اليوم (Veterans Today) بقصة ذلك الجندي الذي أعلن إسلامه الشهر الماضي بعد أن نطق الشهادتين في مسجد كيمبل ستريت بولاية نيويورك الأمريكية بعد عام من دراسة الإسلام مع أحد أئمته.
الجندي الذي كان ضمن الدفعة الأولى التي أرسلت إلى أفغانستان عام 2001، وبعدها بـ 15 شهرا أرسل ضمن أولى كتائب المارينز إلى العراق، يرى أن هذه الرحلة الشاقة والأليمة إنما ساقه الله من خلالها إلى الهداية.
إنها قصة تكشف جزءا من عذابات الجنود الأمريكيين في ديار الإسلام، لكن أهم ما فيها معجزة الله في هداية خلقه، فإن الهداية وانشراح الصدر للإسلام آية لاتقل في عظمتها عن آية الخلق وإخراج الحي من الميت.
· بداية الرحلة إلى النور
تزامن انجذاب "مايك" نحو الإسلام مع أيامه الأولى في أفغانستان عندما أهداه مترجمه الأفغاني مصحفا، وبعدها بسنوات عكف على قراءة المصحف ودراسته ليشعر ولأول مرة في حياته بمعرفة الله ولتزول عنه المخاوف والكوابيس التي خلفتها الحرب.
ويقول "مايك" أن الشيء الذي فجر في داخله الانبهار بالإسلام هو ما رآه من شدة تمسك أتباعه به ودفاعهم عنه، وقال إنه أراد أن يفهم بشكل جيد عقيدة المسلمين التي تمدهم بهذه القوة وتهبهم روحا قتالية لا يصل إليها أي أمريكي.
· المارينز في بلاد المسلمين: ( ذعر وسكر وإدمان)
وقد التحق "مايك" بالجيش عام 1998 بعد إقناع أعمامه ـ وهم من قدامى المحاربين ـ له بذلك، ووصفهم لحياة الجيش بأنها مليئة بالمغامرات والمتعة، وقد شعر بذلك فعلا في البداية حيث كان عمله في كوريا والبوسنة فضلا عن زيارته لـ 27 دولة أخرى، ونال عددا من الأوسمة والجوائز، لكن الأمر اختلف كليا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد عرف حينها أن احتفاء أعمامه بالجيش كان لأنهم لم يخوضوا أي حرب في فترة التحاقهم به.
وكان ضمن الدفعات الأولى التي أرسلت إلى أفغانستان.. وهناك عمل كـ "مختص بالشؤون المدنية" وهي الوظيفة التي يصفها بقوله: "لاشيء سوى مكانة اجتماعية"، ببشرته البيضاء وشعره الأشقر وطلاقة لسانه أراد الجيش أن يجعله صورة للجندي الأمريكي الذي يعمر البلاد.
كان دوره تقييم الاحتياجات في القرى المحلية بالتشاور مع شيوخها وتنظيم بناء مستشفيات وعيادات ومدارس.
لكنه كان يقابل بالسخرية من السكان بل ومن نفسه، ويقول: "في جلال آباد وفي الفلوجة كان كل شيء لطيفا جدا قبل أن ندمره.. وها نحن بعد ذلك نذهب إلى السكان لنهديهم بدائل عما حطمناه".
ويضيف ساخرا: "كان علينا أن نبني كثيرا حتى نحسن صورة هذا الجيش".
لكن هذه المهمة المدنية كانت مملة للغاية بالنسبة إلى "مايك" الذي تركها لينضم إلى وحدة الأسلحة الخاصة "برافو"، وهو الشيء الذي دفع ثمنه غاليا.
فلم تمض أربعة أشهر حتى بدأت تنتابه كوابيس كثيرة لا تحتمل حالت بينه وبين النوم، مما دفع مساعد طبيب الوحدة لإعطائه أقراص "فاليوم" لعلاج القلق والهلع واضطرابات النوم حتى يتمكن من الاستمرار، وفي البداية كان يأخذ حبة واحدة ليلا، لكن بعد شهر واحد كان يستجدي النوم بثلاثة إلى أربعة أقراص.
· خلطة الشجاعة الصناعية
وقد انغمس في الخمر ولكن ليس وحده فالجميع كانوا يعتمدون على الخمر اعتمادا كبيرا، للحصول على ما أسماه مايك بـ"الشجاعة الصناعية"، وأيضا حتى يتمكنوا من إزالة الحواجز بينهم و" الاشتراك في رعبهم".
ويمضي جندي المارينز السابق في وصف حالة الجنود الأمريكيين قائلا: "لقد كان لدينا ما يشبه بيتا للمخدرات، فعند عودتنا وقبل أن ننظف أسلحتنا أو نفعل أي شيء كنا نتناول الخمر، البعض كان يحتفظ معه دائما بقنينة، وفي حالة السكر نستطيع البوح بمخاوفنا ونناقش أمورنا".
ومع إدمان استخدام "الفاليوم" والكحوليات كان "مايك" قد أصبح فريسة للإدمان مع وصوله إلى العراق، وكان يتمكن بالمال من الحصول على ما يشاء من الصيدليات، لكن بعد فترة اشتهر أمره لذا فقد عاد للوطن مدمنا للمخدرات والخمر، وقد أرسله الجيش إلى (برنامج المنع والسيطرة على تعاطي المخدرات والخمر)، وبعد قضاء 8 أسابيع مملة خرج من البرنامج ومن الجيش أيضا مع استحالة الالتحاق ثانية لأسباب طبية.
لكن الألم لم يسكن والخوف لم يزل وظل "مايك" يعيش بين مخاوفه وكوابيسه ويأسه مما قاده إلى محاولة الانتحار التي ما إن فشلت حتى عاد إلى إدمان الخمر والمخدرات أكثر مما مضى.
· السجن نعمة وليس نقمة
ومع حيازة المواد الغير قانونية ألقي القبض على "مايك" وحكم عليه بالسجن الذي كان نعمة في حقه حيث أمضى وقته في قراءة القرآن ودراسته مع إمام السجن لمدة عام كامل، والصيام المتواصل حتى شعر بأنه انتقل من الخوف إلى الأمن، ولم يعد بحاجة إلى تغطية عقله بالسكر والمخدر.. إنها الطمأنينة التي يبعثها ذكر الله، والسكينة التي تعم الروح والعقل والبدن في رحاب القرآن.
لذا فلم يكن من المستغرب أن يتوجه "مايك" فور خروجه إلى مسجد كيمبل ستريت ويطلب الإمام لينطق أمامه الشهادتين ويعلن إسلامه ليجد نفسه بعد رحلة شاقة ومؤلمة متصلا بالله ومتصالحا مع ذاته.. "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس".
ويقول "مايك" إن جدوله اليومي أصبح مرهونا بالصلاة، فالصلوات الخمس هي أهم شيء في حياته.. يحمل معه البوصلة لمعرفة اتجاه القبلة أينما ذهب، ويُحمّل جدول مواقيت الصلاة من موقع المسجد يوميا.
ويقول "مايك": "لقد أفهمني الإمام أن الإسلام ليس مجرد طقوس أؤديها.. إنه منهج حياة، يرشدني في كل أموري ليصبح كل شيء عبادة".
وقد تصالح مع ذاته عندما أفهمه الإمام معنى المغفرة في الإسلام، وأن الخطيئة ليست حملا يرزح الإنسان تحت كاهلها لأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
ومن الجدير بالذكر أن آلاف الجنود الأمريكيين العائدين من الحرب في أفغانستان والعراق يعانون من أمراض نفسية، فقد نشرت مجلة التايم الأمريكية في وقت سابق أن جمعية المحاربين القدماء وجدت نفسها في مأزق إزاء 20 ألف جندي مضطرة لمعالجتهم من أمراض نفسية مختلفة، لكن المشترك بين الجميع هي نوبات الغضب والرهاب، والعرض البارز هو الأحلام المزعجة والهلاوس، فيما يعتقد الخبراء أن هذا العدد المسجل "20 ألف جندي" أقل بكثير من الرقم الحقيقي، فالكثيرون يأبون الاعتراف بالمرض النفسي خوفا على صورتهم في أعين الناس.
هذا وقد اعتنق العديد من الضباط والجنود الأمريكيين الإسلام إثر مخالطتهم للمسلمين واستفسارهم عن العقيدة الإسلامية، بعيدا عن التشويش الذي يسيطر على عرض الإسلام ورسم صورته في وسائل الإعلام الغربية.
( أسأل الله لنا وللجميع الثبات ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) ..
انبهارا بثبات المسلمين.. جندي مارينز سابق يعلن إسلامه
رسالة الإسلام - مي عباس
"أرسلوني إلى الأراضي البعيدة لمحاربة المسلمين.. ثم أصبحت واحدا منهم".. بهذه العبارة لخص جندي المارينز "مايك" قصة هدايته ودخوله إلى الإسلام.
فقد طالعتنا شبكة المحاربون اليوم (Veterans Today) بقصة ذلك الجندي الذي أعلن إسلامه الشهر الماضي بعد أن نطق الشهادتين في مسجد كيمبل ستريت بولاية نيويورك الأمريكية بعد عام من دراسة الإسلام مع أحد أئمته.
الجندي الذي كان ضمن الدفعة الأولى التي أرسلت إلى أفغانستان عام 2001، وبعدها بـ 15 شهرا أرسل ضمن أولى كتائب المارينز إلى العراق، يرى أن هذه الرحلة الشاقة والأليمة إنما ساقه الله من خلالها إلى الهداية.
إنها قصة تكشف جزءا من عذابات الجنود الأمريكيين في ديار الإسلام، لكن أهم ما فيها معجزة الله في هداية خلقه، فإن الهداية وانشراح الصدر للإسلام آية لاتقل في عظمتها عن آية الخلق وإخراج الحي من الميت.
· بداية الرحلة إلى النور
تزامن انجذاب "مايك" نحو الإسلام مع أيامه الأولى في أفغانستان عندما أهداه مترجمه الأفغاني مصحفا، وبعدها بسنوات عكف على قراءة المصحف ودراسته ليشعر ولأول مرة في حياته بمعرفة الله ولتزول عنه المخاوف والكوابيس التي خلفتها الحرب.
ويقول "مايك" أن الشيء الذي فجر في داخله الانبهار بالإسلام هو ما رآه من شدة تمسك أتباعه به ودفاعهم عنه، وقال إنه أراد أن يفهم بشكل جيد عقيدة المسلمين التي تمدهم بهذه القوة وتهبهم روحا قتالية لا يصل إليها أي أمريكي.
· المارينز في بلاد المسلمين: ( ذعر وسكر وإدمان)
وقد التحق "مايك" بالجيش عام 1998 بعد إقناع أعمامه ـ وهم من قدامى المحاربين ـ له بذلك، ووصفهم لحياة الجيش بأنها مليئة بالمغامرات والمتعة، وقد شعر بذلك فعلا في البداية حيث كان عمله في كوريا والبوسنة فضلا عن زيارته لـ 27 دولة أخرى، ونال عددا من الأوسمة والجوائز، لكن الأمر اختلف كليا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد عرف حينها أن احتفاء أعمامه بالجيش كان لأنهم لم يخوضوا أي حرب في فترة التحاقهم به.
وكان ضمن الدفعات الأولى التي أرسلت إلى أفغانستان.. وهناك عمل كـ "مختص بالشؤون المدنية" وهي الوظيفة التي يصفها بقوله: "لاشيء سوى مكانة اجتماعية"، ببشرته البيضاء وشعره الأشقر وطلاقة لسانه أراد الجيش أن يجعله صورة للجندي الأمريكي الذي يعمر البلاد.
كان دوره تقييم الاحتياجات في القرى المحلية بالتشاور مع شيوخها وتنظيم بناء مستشفيات وعيادات ومدارس.
لكنه كان يقابل بالسخرية من السكان بل ومن نفسه، ويقول: "في جلال آباد وفي الفلوجة كان كل شيء لطيفا جدا قبل أن ندمره.. وها نحن بعد ذلك نذهب إلى السكان لنهديهم بدائل عما حطمناه".
ويضيف ساخرا: "كان علينا أن نبني كثيرا حتى نحسن صورة هذا الجيش".
لكن هذه المهمة المدنية كانت مملة للغاية بالنسبة إلى "مايك" الذي تركها لينضم إلى وحدة الأسلحة الخاصة "برافو"، وهو الشيء الذي دفع ثمنه غاليا.
فلم تمض أربعة أشهر حتى بدأت تنتابه كوابيس كثيرة لا تحتمل حالت بينه وبين النوم، مما دفع مساعد طبيب الوحدة لإعطائه أقراص "فاليوم" لعلاج القلق والهلع واضطرابات النوم حتى يتمكن من الاستمرار، وفي البداية كان يأخذ حبة واحدة ليلا، لكن بعد شهر واحد كان يستجدي النوم بثلاثة إلى أربعة أقراص.
· خلطة الشجاعة الصناعية
وقد انغمس في الخمر ولكن ليس وحده فالجميع كانوا يعتمدون على الخمر اعتمادا كبيرا، للحصول على ما أسماه مايك بـ"الشجاعة الصناعية"، وأيضا حتى يتمكنوا من إزالة الحواجز بينهم و" الاشتراك في رعبهم".
ويمضي جندي المارينز السابق في وصف حالة الجنود الأمريكيين قائلا: "لقد كان لدينا ما يشبه بيتا للمخدرات، فعند عودتنا وقبل أن ننظف أسلحتنا أو نفعل أي شيء كنا نتناول الخمر، البعض كان يحتفظ معه دائما بقنينة، وفي حالة السكر نستطيع البوح بمخاوفنا ونناقش أمورنا".
ومع إدمان استخدام "الفاليوم" والكحوليات كان "مايك" قد أصبح فريسة للإدمان مع وصوله إلى العراق، وكان يتمكن بالمال من الحصول على ما يشاء من الصيدليات، لكن بعد فترة اشتهر أمره لذا فقد عاد للوطن مدمنا للمخدرات والخمر، وقد أرسله الجيش إلى (برنامج المنع والسيطرة على تعاطي المخدرات والخمر)، وبعد قضاء 8 أسابيع مملة خرج من البرنامج ومن الجيش أيضا مع استحالة الالتحاق ثانية لأسباب طبية.
لكن الألم لم يسكن والخوف لم يزل وظل "مايك" يعيش بين مخاوفه وكوابيسه ويأسه مما قاده إلى محاولة الانتحار التي ما إن فشلت حتى عاد إلى إدمان الخمر والمخدرات أكثر مما مضى.
· السجن نعمة وليس نقمة
ومع حيازة المواد الغير قانونية ألقي القبض على "مايك" وحكم عليه بالسجن الذي كان نعمة في حقه حيث أمضى وقته في قراءة القرآن ودراسته مع إمام السجن لمدة عام كامل، والصيام المتواصل حتى شعر بأنه انتقل من الخوف إلى الأمن، ولم يعد بحاجة إلى تغطية عقله بالسكر والمخدر.. إنها الطمأنينة التي يبعثها ذكر الله، والسكينة التي تعم الروح والعقل والبدن في رحاب القرآن.
لذا فلم يكن من المستغرب أن يتوجه "مايك" فور خروجه إلى مسجد كيمبل ستريت ويطلب الإمام لينطق أمامه الشهادتين ويعلن إسلامه ليجد نفسه بعد رحلة شاقة ومؤلمة متصلا بالله ومتصالحا مع ذاته.. "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس".
ويقول "مايك" إن جدوله اليومي أصبح مرهونا بالصلاة، فالصلوات الخمس هي أهم شيء في حياته.. يحمل معه البوصلة لمعرفة اتجاه القبلة أينما ذهب، ويُحمّل جدول مواقيت الصلاة من موقع المسجد يوميا.
ويقول "مايك": "لقد أفهمني الإمام أن الإسلام ليس مجرد طقوس أؤديها.. إنه منهج حياة، يرشدني في كل أموري ليصبح كل شيء عبادة".
وقد تصالح مع ذاته عندما أفهمه الإمام معنى المغفرة في الإسلام، وأن الخطيئة ليست حملا يرزح الإنسان تحت كاهلها لأن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
ومن الجدير بالذكر أن آلاف الجنود الأمريكيين العائدين من الحرب في أفغانستان والعراق يعانون من أمراض نفسية، فقد نشرت مجلة التايم الأمريكية في وقت سابق أن جمعية المحاربين القدماء وجدت نفسها في مأزق إزاء 20 ألف جندي مضطرة لمعالجتهم من أمراض نفسية مختلفة، لكن المشترك بين الجميع هي نوبات الغضب والرهاب، والعرض البارز هو الأحلام المزعجة والهلاوس، فيما يعتقد الخبراء أن هذا العدد المسجل "20 ألف جندي" أقل بكثير من الرقم الحقيقي، فالكثيرون يأبون الاعتراف بالمرض النفسي خوفا على صورتهم في أعين الناس.
هذا وقد اعتنق العديد من الضباط والجنود الأمريكيين الإسلام إثر مخالطتهم للمسلمين واستفسارهم عن العقيدة الإسلامية، بعيدا عن التشويش الذي يسيطر على عرض الإسلام ورسم صورته في وسائل الإعلام الغربية.
( أسأل الله لنا وللجميع الثبات ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) ..
